لأجل التفاؤل و الأمل ………….. بالفعل لماذا خلقنا ..؟ سؤال يطرح نفسه ، ويفرض وجوده على الأغلبية الساحقة منا …
بعضنا قد يراه اقتحام لخصوصية الغيبيات الممنوعة ، فلا يكلف نفسه مشقة المغامرة .. فأن يتساءل ،ويبحث و يعلم . فالأمر فيه مخاطرة كبيرة و الجهل أأمن طبعاً .. لهذا كان هناك
من أجابني عندما سألته ، قائلاً بعد مساحة من السكوت : لم أطرح على نفسي هذا السؤال أبداً ولا أحب الدخول في هذه المواضيع ، وآخر يرى أن الموضوع لا يعنيه ونصحني بالابتعاد عنه .
البعض الآخر منا يجد في الأمر دافع للسخرية فيتمازح به هنا و هناك بالرغم من أنه يخفي في داخله مرارة الحيرة ليتظاهر أمام الكل أنه لا يبالي .
أما أولئك الذين يجعلون الموضوع أكثر كآبه وتشاؤم لكونهم لا يرون من الكوب إلا نصفه الفارغ و في الحقيقة فإن نصف الكوب الأخر ممتلئ ..
ولكونهم أيضاً لا يرون في الليل إلا ظلمته و سواده وفي الحقيقة فالليل آية من آيات الله ، فيه الهدوء و السكون ، فيه يستريح العقل من تلاحق الأحداث فتهداء ليتفكر قدرة الله ، وفيه يستريح البدن فيعيد ترتيب كيميائيه و يجدد طاقته ، و يكفي أن يكون سواد الليل مخاض يولد منه فجر يوم جديد .
أولئك إن سألتهم فإنهم على استعداد للتجاوب معك و الحديث بكل و اقعية ، و اقعيه صرفة لاغبار عليها ، تلك هي و اقعية نصف الكوب الفارغ ، و اقعية سواد الليل و ظلمته ..
تجدهم بأنفسهم يسألون أنفسهم لماذا خلقنا ..؟ بطريقة تؤكد أنهم لا يجدون في واقعهم ما يستحق أن يخلقوا لأجله .
كل واقعهم يجيب سؤالنا المطروح في كلمتين ( خلقنا لنشقا ) ذاك هو جوابك أخي القارئ ومن دون أن تصارحنا علناً إذا فكرت بينك و بين نفسك فإنك حتما ستحكم على وجهة نظرنا لنصف
الكوب الممتلئ و سكون الليل و هدوءه على أنها فلسفة و أنها أضغاط خيال .
و نحن هنا لن نختلف معك بل سنتفق جدلا في ذلك ، و سنتكلم بما لا يقبل الفلسفة ولا الخيال قول الله سبحانه و تعالى " و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون "تلك هي آية خلقنا ( العبادة)
و العبادة لا تقتصر على الركوع و السجود ..
بل إن العمل عبادة ،و الرضا بحكم الله عبادة ، و الصدق عبادة ، و البر عبادة ، و الحب عبادة ، و الصبر عبادة ، و العطاء عبادة ، و الصفح عبادة ، لماذا إذا نقف عند ضيق الحال لنتساءل لماذا خلقنا ؟ و لا نرى في الصحة التي نتمتع بها سبباً خلقنا لأجله . لماذا نقف عند فقدان عزيز لنتساءل لماذا خلقنا ؟
و لا نرى في من حولنا من أحبتنا سبباً خلقنا لأجله . لماذا نبكي كل صباح يومنا الماضي المنتهي ؟ و لا ندرك أننا نعيش ميلاد يوم جديد خلقنا لأجله . لماذا لا نرى في الكون إلا الكراهية و البغض و نتساءل لماذا خلقنا ؟ و لا نرى في الحب الذي يملئ قلوبنا سبباً خلقنا لأجله .
إذا لذاك خلقنا لنعبد الله في كل نعمة أنعم بها علينا و ما دمنا على وجه البسيطة و ندرك أن الله في الوجود فلنحيا بكل ما هو جميل لا أن ينقضي العمر حسرة و نواح في تلك الزاوية المظلمة و الكون أمامنا فسيح يملئ الضياء أركانه ..
الكاتب: كريمة علي
المصدر: موقع الصفاء للصحة النفسية